على الرغم من التحديات الجسيمة وكثرتها، فإن المدرب الكويتي عبدالله الشلاحي قبل مهمة تدريب منتخب أفغانستان لكرة القدم التي ربما رفضها الكثيرون لأسباب متفرقة، أبرزها تردي الإدارة وغياب الاهتمام بكرة القدم التي لا تعتبر اللعبة الشعبية الأولى هناك.
والشلاحي هو أول مدرب كويتي يحترف تدريب كرة القدم في الخارج، إذ عمل مساعدا لمدرب نادي كاظمة ثم التضامن لفئة الأشبال في بداياته، قبل أن يصبح مدربا لفرق الأشبال في القادسية والشباب والصليبيخات، بعدها انطلق للاحتراف خارج الكويت وتحديدا مع نادي رضوى السعودي مديرا فنيا، ثم نادي قرية العليا بالسعودية، قبل أن ينتقل لتدريب فريق الشحانية القطري تحت 23 عاما.
وجاءت انطلاقة الشلاحي الحقيقية في عالم التدريب حينما أشرف على تدريب منتخب قرغيزستان للناشئين وحقق معهم ثاني أفضل نتيجة في تاريخهم، بعدها عمل مساعدا لمدرب منتخبها الأول وتمكن من الصعود معهم لنهائيات كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخهم.
وفي عام 2021 أعلن اتحاد نيبال تعيين الشلاحي مدربا للمنتخب الأول قبل أن ينفصل الطرفان في 2022، وبعدها بأقل من عام وتحديدا في 26 أبريل 2023 أعلن الاتحاد الأفغاني لكرة القدم تعيين الشلاحي مدربا للمنتخب الوطني.
ومن أفغانستان روى الشلاحي في اتصال هاتفي مع (كونا) تجربته الحالية هناك، معتبرا انه تحد كبير وقبله وانه «انطلاقا من نجاح تجربتي مع منتخب نيبال تواصلت إدارة الاتحاد الأفغاني معي وبدعم كبير من الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم والاتحاد القطري لكرة القدم تمكنا من تجاوز جميع الصعوبات التي من الممكن أن تعطل التعاقد مثل الأمور المالية الخاصة باستعدادات المنتخب».
وأضاف: «بعد إعلان التعاقد تسابقت الاتحادات الخليجية بدعم وتسهيل مهمة المنتخب الأفغاني بالتعاون المباشر مع رئيس الاتحاد أو معي بالمعسكرات أو الدعم اللوجستي للمنتخب واللاعبين لتحقيق الهدف، وهو الوصول إلى كأس آسيا 2027».
بيئة العمل
وعن بيئة العمل أوضح أنها «ناجحة وهناك محاولة لبناء دولة مستقرة اقتصاديا ومفتوحة للعالم وعلى أساس رياضي، لذا قد تكون الأمور المالية عائقا أمام الاتحاد لتنفيذ أهدافه وخططه، لكن الجانب الحكومي يحاول تسهيل الأمور اللوجستية ويتبقى دور الفيفا والاتحاد الآسيوي الآن في دعم الكرة الأفغانية».
وبالنسبة للجانب الرياضي أفاد الشلاحي: «الآن لدينا تجديد بالفريق بدرجة لا تقل عن 80% ترتكز على العناصر الشابة والتي تمتلك جدول لعب مستمرا، فالمنتخب الأفغاني يعاني جراء عدم انتظام الدوري الذي من شأنه رفع مستويات اللاعبين وأيضا قلة الرغبة من اللاعبين المحترفين بالخارج في تمثيل المنتخب، لذا علينا تجاوز هذه الصعوبات وغيرها للتمكن من إعادة تنظيم المنتخب والظهور بصورة مشرفة وتحقيق الهدف الأسمى وهو الوصول إلى كأس آسيا 2027».
وقال إن الأفضل قادم وهدفي من هذه المهمة التأهل لكأس آسيا 2027 وتمثيل المدرب الخليجي خير تمثيل وإثبات أن الخليجي رياضيا أو غيره يستطيع النجاح والعمل تحت أي ظرف ومواجهة الصعاب والتحديات.
وحول الوضع هناك قال إنه وأسرته كان لديهم تخوف شديد من الأوضاع غير المستقرة في أفغانستان، لكن بعد تعهدات بتوفير الحماية والأمن توكلت على الله وذهبت إلى كابول، مبينا أن التساؤل حول الجانب الأمني في أفغانستان «جوهري جدا» وعموما التحركات سهلة وهناك انسيابية، لدرجة أنني بدأت بالخروج ليلا في الشوارع والمطاعم دون أي مضايقة أو حوادث تعكر صفو وجودي هناك.
» الخبر من المصدر
جريدة الأنباء الكويتية