رياضة محلية 2 مودريتش… في مهمة اقتناص الثالثة ومن ثم الفصل في مستقبله
A+ A-
حسين عرقاب
اقرأ أيضاً
يخوض اليوم قائد المنتخب الكرواتي لوكا مودريتش آخر مبارياته في كأس العالم قطر 2022، وذلك من بوابة المباراة الترتيبية التي ستجمعه بالمنتخب المغربي على استاد خليفة الدولي في تمام الساعة السادسة مساء، في مواجهة سيسعى فيها نجم ريال مدريد إلى توديع البطولة في المركز الثالث على الأقل، بعد ضياع حلم التتويج بالمونديال لأول مرة في تاريخ منتخب بلاده، أو على الأقل تكرار سيناريو النسخة الأخيرة بتنشيط المشهد الختامي في روسيا قبل أربعة أعوام من الآن، ويعد مودريتش أحد أهم الأسلحة التي سيعتمد عليها المدرب زلاتكو داليتش في الإطاحة بأسود الأطلس واقتناص المركز الثالث من صاحبة الإنجاز العربي والأفريقي في هذه المنافسة، بالوصول لأول مرة في تاريخ أبناء القارة السمراء والناطقين بلغة الضاد إلى المحطة ما قبل الختامية. وبالرغم من تقدمه في السن وتخطيه حاجز 37 عاما إلا أن المايسترو كما يحلو لعشاق الملكي مناداته، أثبت خلال هذه البطولة أن العمر لا يتعدى أن يكون سوى رقم على الأوراق الرسمية، وذلك بفضل مستوياته المبهرة التي مكنته من صنع الفارق أمام لاعبين برتبة أبنائه، مستندا في ذلك على الحنكة والحكمة الكبيرة التي يتمتع بها على أرضية الملعب، ما جعله الميزان الحقيقي لقياس دقات العملية الهجومية في جميع النوادي التي لعب لها، أو منتخب كرواتيا الذي يطمح في إنهاء المونديال معه في مرتبة مشرفة، ومن ثم التفكير في مستقبله والاختيار بين الاستمرار والمشاركة في يورو 2024، أو اتخاذ قرار الاعتزال الدولي نهائيا.
فتى الحرب
المتابع لمشوار لوكا مودرتيش واستمراره في التطور بشكل ملحوظ وهو في سن 37 عاما، سيتساءل بكل تأكيد عن سر الإرادة التي تقف وراء هذا التوهج في عمر لجأ فيه الكثير إلى الاعتزال الكلي وليس الدولي وفقط، إلا أن العارف بقصة فتى الحرب كما يعرف في كرواتيا، سيجد في مراحل حياته العديد من المحطات التي ساهمت في صناعة شخصية القائد مبكرا، ورفعت نسبة حب البلد لديه إلى مستويات غير متناهية، نجح بفضلها في تحقيق النجاح في الناحية الإنسانية قبل الكروية.
فمودريتش الذي يعيش في رخاء اليوم بالنظر إلى راتبه العالي مع ريال مدريد الإسباني، لم يبدأ حياته بنفس الصورة وهو الذي تزامنت نشأته مع حرب الاستقلال الكرواتية عام 1991، والتي كانت ترمي من خلالها بلده إلى استرجاع سيادتها من يوغسلافيا الاشتراكية، ما استدعى ابن قرية مودرييتشي الواقعة بجانب مدينة زادار إلى الفرار إلى الملاجئ وهو في عمر 6 سنوات، بعد انضمام والده إلى الجيش الكرواتي، وإعدام جده وحرق منزلهم أمام عينيه، ما شبع لوكا الطفل آن ذاك بالقيام بالدفاع عن الوطن والقتال من أجله إلى غاية آخر رمق، ما شكل القاعدة الرئيسي لإنجازاته رفقة كرواتيا في الفترة الماضية، وتسجيله لأحس أرقامها المونديالية في كأس العالم روسيا 2018.
النضج الكروي
مودرتيش لم يتعلم من الحرب التي عاشها في صباه حب بلده كرواتيا فقط، بل تلقن منها أحد أهم دروس الحياة، وهو الاجتهاد والمكافحة من أجل بلوغ الهدف، فبنفس المبدأ الذي سارت به كرواتيا نحو الاتسقلال عن يوغسلافيا، مشى مودريتش باتجاه التألق الكروي، حيث عمل وتفانى بغاية احتلال مكانة بين أفضل لاعبي العالم، ليصل إلى نيل جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2018، بعد أن وطأت أقدامه المحطة الختامية للنسخة الواحدة والعشرين من مونديال كرة القدم بموسكو.
» الخبر من المصدر
الشرق القطرية