رياضة محلية 0 مونديال قطر.. وقت مستقطع للبهجة في غزة
شاشات عرض عملاقة
غزة – محمـد الرنتيسي
فيما تشهد الحياة اليومية الفلسطينية أحداثاً أمنية مفعمة بالتوتر وعدم الاستقرار، هناك على الجانب الآخر ثمة واجهة ايجابية، تحمل في طياتها مشاهد نابضة بالفرح واللفتات المعبرة، كتلك التي حشدتها اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، لتمكين أهالي القطاع من الاستمتاع بمباريات مونديال قطر 2022.
ويجد الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد على 15 عاماً، في المونديال القطري متنفساً للحياة، ووقتاً مستقطعاً من الظروف الصعبة، يطلون من خلاله على العالم، ويشاركونهم الحدث الكوني، مؤكدين أن اللفتة القطرية هذه، هي الأكثر جذباً وتفاعلاً وتقديراً، بحسبانها تنسيهم همومهم.
ومع اقتراب موعد المباريات، تمتلئ المقاهي المنتشرة في الحواري والأزقة والأماكن العامة، وكذلك في الشاليهات المقامة على امتداد شاطئ البحر في غزة، بالأهالي وغالبيتهم من الشباب، لقضاء أوقات جميلة في متابعة المباريات، وتشجيع المنتخبات التي يفضلونها، رغم تواضع مدخولاتهم اليومية، وانتشار البطالة في صفوفهم، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها القطاع.
شاشات عرض عملاقة
وخصصت اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، شاشات عرض كبيرة، لاستقبال المواطنين، بما يشعرهم بأجواء المونديال، ويلمح الزائر للمقاهي والشاليهات تفاعل الغزيين مع المونديال القطري، من خلال صور سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والأعلام القطرية وصور بعض لاعبي “العنابي” وأعلام الدول المشاركة، معربين عن سعادتهم بالأجواء المونديالية، التي وفرت عليهم تكاليف شراء بطاقات القنوات الناقلة المشفرة، وفقاً لما قاله المواطن أحمد رمضان.
وتتنوع الفعاليات في أماكن العرض، فتقام المسابقات الثقافية والفقرات الترفيهية، بما يتلاءم والأذواق المختلفة، وتشهد تفاعلاً مميزاً، لا سيما تلك الموجهة للأطفال، والتي استمتع بها العشرات منهم.
أجواء رائعة
تقول المواطنة إسراء المشهراوي إنها تحرص على اصطحاب أولادها لحضور مباريات كأس العالم، في محاولة لإخراجهم من الأجواء المشحونة، مؤكدة أن المقاهي والشاليهات، جاءت للاستعاضة عن المنع من السفر، الذي يعاني منه سكان قطاع غزة منذ عدة سنوات.
أضافت لـ”الشرق”: “الاحتلال يطارد أطفال فلسطين بمنتهى السادية والإجرام، والمبادرة القطرية هذه تميط اللثام عن هذا الاحتلال الذي لم يترك وسيلة قهر وطغيان ضد الشعب الفلسطيني إلا مارسها، وكباقي شعوب الأرض نجد في مباريات المونديال القطري شرياناً للحياة”.
ترقب جماهيري
ومع بدء صرف المنحة القطرية للعائلات الغزية، رفع مونديال قطر وتيرة الإقبال على صيانة الأجهزة اللاقطة، وتبديل الشاشات التلفزيونية للأسر التي ترغب بمتابعة المباريات في المنازل، ولم يخف أصحاب المحال التجارية، رضاهم عن حركة السوق، وارتفاع مبيعاتهم من اللوازم التي من شأنها تحسين جودة المشاهدة، وتوفير المتطلبات اللازمة.
ورغم اتساع رقعة الاستهداف الإسرائيلي للفلسطينيين، إلا أن اللجنة القطرية للإعمار، حققت مرادهم من خلال توفير الأجواء المناسبة، لمتابعة مباريات وأجواء المونديال، الذي يقام لأول مرة على أرض عربية.
» الخبر من المصدر
الشرق القطرية
