رياضة محلية 10 5 ظواهر تزيد من تاريخية كأس العالم قطر 2022
كأس العالم
حسين عرقاب
التأكيد من العارفين بكرة القدم على تاريخية كأس العالم قطر 2022، وصعوبة تكرارها مجدداً في الدول المقبلة على تنظيم هذا الرهان، يتطلب منا البحث عن الرمزية التي يحظى بها مونديال الدوحة مقارنة بما سبقه من منافسات أخرى تداول على تنظيمها العديد من البلدان، وأول ما يجب الإشارة إليه في هذه المسألة هو الدور المفصلي الذي تلعبه بطولتنا في تغيير منحنى العرس العالمي مستقبلاً، حيث يُنتظر أن تكون هذه النسخة الأخيرة بمشاركة 32 منتخباً، مع سير الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى زيادة عدد المنتخبات المتواجدة ورفعها إلى 48 منتخباً انطلاقاً من الطبعة القادمة التي ستقام في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك بالإضافة إلى كندا.
ثاني ما يجب علينا ذكره في تفصيلنا للعوامل التي ستجعل من مونديالنا استثنائياً غير مسبوق ولا متبوع، هو الفرص الكبيرة التي سينالها عشاق المستديرة القادمون إلى الدوحة، عن طريق إعطائهم القدرة على مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، وهو ما لم يكن ممكنا في الماضي ولن يحصل في المستقبل، بحكم الاختلاف الجغرافي بين قطر وغيرها من الدول الأخرى، ناهيك عن سهولة التنقل من ملعب إلى آخر، دون نسيان رمزية المونديال بالنسبة لمنطقتي الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا اللتين قد لا يسعفهما الحظ في نيل شرف تنظيم البطولة مستقبلاً، إلى جانب كونه مناسبة لاعتزال العديد من النجوم وأولهم الأسطورتان ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
عدد المنتخبات
كأس العالم قطر 2022 قد تكون النسخة الأخيرة لكأس العالم في حلتها الأصلية والقديمة من حيث عدد مشاركات المنتخبات المقدرة حالياً بـ 32 منتخباً، تنال أوروبا منها القسط الكبير بـ 13 منتخباً، في حين يمثل إفريقيا 5 منتخبات، وآسيا وأمريكا الجنوبية تُمثل بـ 4 مقاعد ونصف المقعد لكل منهما، بالإضافة إلى أمريكا الشمالية والكاريبي بثلاثة منتخبات، وأوقيانوسيا بنصف مقعد فقط، وهو التوزيع الذي لن يستمر في النسخ المقبلة من البطولة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، التي من المنتظر أن يرتفع فيها العدد بـ 16 منتخباً ليصل إلى 48 منتخباً.
وستكون حصص القارات في المونديال القادم كالتالي أوروبا 16 مقعدا، وإفريقيا 9 مقاعد، على أن تحصل آسيا على 8 مقاعد وأمريكا الشمالية على 6 مقاعد، كأمريكا الجنوبية، بينما ستحظى أوقيانوسيا بمقعد واحد، وهو ما من شأنه أن يفيد أو يضر بالبطولة، بالنظر إلى مستوى المنتخبات التي ستشارك فيها وقدرتها على فرض نفسها أمام المدارس العريقة مونديالياً.
رمزية المنطقة
وما يزيد من رمزية كأس العالم قطر 2022 هو مكان إقامتها، حيث ستقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، ولآخر مرة على الأقل في الـ 12 عاماً المقبلة، بالنظر إلى أن النسخة المقبلة ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، بالإضافة إلى كندا، بينما لم تبد أي من الدول العربية أو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نيتها في الترشح لتنظيم مونديال 2030، ما يعني أن الحديث عن إمكانية إقامة هذه البطولة في أرض ناطقة بلغة الضاد لن يكون إلا في عام 2034 إذا أرادت أي من دولنا اتخاذ هذه الخطوة، التي سيكتب التاريخ بأن الدوحة هي أول من استبقت إليها.
فرصة للجمهور
ومن الأشياء الجميلة التي يصعب على الدول المنظمة للبطولة مستقبلاً تكرارها الفرصة الكبيرة التي سينالها عشاق كرة القدم المقبلون على زيارة الدوحة خلال فعاليات النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم، التي ستقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيكون بإمكانهم متابعة لقاءين على الأقل في اليوم الواحد، وهو ما لم يحصل من قبل في تاريخ البطولة، وسيصعب تحقيقه مستقبلا إلا مع الدول القريبة جغرافياً من قطر، والتي لم تبد أي منها نيتها في الترشح لأي من النسخ المقبلة في هذه البطولة.
» الخبر من المصدر
الشرق القطرية