في عام 2002، كتب الأمريكي مايكل بنك رواية بعنوان “العائد من الموت”، وتم تجسيدها من خلال فيلم سينمائي بطولة ليوناردو دي كابريو، وإخراج إليخاندرو جونزاليس إيناريتو.
القصة باختصار، عن صائد كان على مشارف الموت، بعد أن هاجمه دُب في إحدى الغابات، لكنه نجى بأعجوبة من الموت، ليعود ويمضي في رحلة طولها 320 كيلو مترًا، وينتقم من الرجل الذي خانه وقتل نجله.
في موسم 2014/2015، عانى آلان بارديو المدير الفني السابق لنادي نيوكاسل مع الماكبايس، بعدما ظل 7 مباريات في الدوري لم يحقق أي فوز، وخسر 3 مباريات، ليصبح المدرب الإنجليزي مهدد بالإقالة.
بارديو واجه ليستر سيتي وفاز بهدف نظيف، وكان الانتصار الأول له في الموسم، ثم بدأ سلسلة مباريات قوية للغاية، توتنهام ثم ليفربول ووست بوروميتش ووست هام ثم تشيلسي، واستطاع أن يحقق نيوكاسل الفوز في جميع المباريات على التوالي، وصعد من المركز السابع عشر، إلى الخامس في البريميرليج.
جماهير نيوكاسل أطلقت على مدربها “بارديو العائد من الموت”، وهو اسم القصة التي ذكرناها للكاتب الأمريكي مايكل بنك، ورفعت تلك اللافت في مدرجات ملعب سانت جيمس بارك.
ومع اقتراب كأس العالم من نهايته، فيمكن أن تتجسد تلك الجملة في عدد كبير من اللاعبين، عادوا من الموت، وأعادوا إحياء مسيرتهم من جديد على أراضي قطر في مونديال 2022.
حكيم زياش
النجم المغربي عانى مع تشيلسي منذ انضمامه من أياكس، وتأثر بما كان يمر به مع منتخب بلاده وعدم الاستدعاء من قبل المدرب السابق خليلوزيتش، ليرتبط حكيم بالعديد من الأندية الأوروبية رغبة من البلوز في التخلص منه.
زياش هذا الموسم مع تشيلسي، شارك في 9 مباريات فقط، ولم يسجل أو يصنع أي هدف، بمجموع دقائق 270 دقيقة فقط.
مع المغرب، أعاد حكيم اكتشاف نفسه، متسلحًا بثقة وليد الركراكي في إمكانياته، وإعطاء نجم تشيلسي المساحة الأكبر والحرية في التعبير عن نفسه في الملعب، ليخوض 6 مباريات حتى نصف النهائي، يسجل هدف ويصنع آخر، مع دوره الكبير في هجوم أسود أطلس.
أنطوان جريزمان
تأثر جريزو كثيرًا بالبنود التعاقدية في عقده مع أتلتيكو مدريد من برشلونة، فكان لا يشارك إلا بعد الدقيقة 60 في العديد من المباريات بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
النجم الفرنسي سئم من ذلك، واقترح تقديم تنازلًا عن راتبه من أجل الحصول على دقائق أكثر، وإنقاذ ما تبقى من مسيرته، خاصة في ظل ما يمر به أتلتيكو مدريد من خيبات مع سيميوني خلال الموسمين الماضيين.
جاء كأس العالم بالخير لـ جريزمان، ليعيد اكتشاف نفسه في مركز رقم 10 مع ديديه ديشامب الذي يثق فيه تمام الثقة، ويرى بأن جريزو قادر على صنع الفارق في أي وقت.
6 مباريات صنع خلالهم جريزمان 3 أهداف وقاد فرنسا لنهائي كأس العالم الثاني على التوالي، بجانب قيامه بصنع 17 فرصة من بينهم 6 فرص تسجيل مؤكده، مع استلام الكرة في منطقة جزاء الخصم 8 مرات كأكثر لاعب غير مهاجم في البطولة.
وفي نصف النهائي أمام المغرب وبعد صناعته لهدف فرنسا الأول، حصل جريزمان على جائزة رجل المباراة، تتويجًا لمجهوده الكبير على مدار البطولة، ليصبح مرشح للفوز بجائزة أفضل لاعب في كأس العالم، بعدما دخل المونديال وهو بعيد عن مستواه.
طالع أيضًا | “فيروس الجمل” يهاجم فرنسا قبل نهائي كأس العالم أمام الأرجنتين
جوليان ألفاريز
انتقل ألفاريز هذا الموسم إلى مانشستر سيتي قادمًا من ريفر بليت، لكن مع تألق هالاند وأرقامه الخرافية مع بيب جوارديولا، كان من الصعب أن يشارك جوليان بصفة أساسية.
النجم الأرجنتيني حصل على دقائق في بعض المباريات، وبدأ يشارك أساسيًا في ظل إصابة هالاند، لكنه لم يظهر بالمستوى الذي كان عليه في ريفر بليت، والذي تسبب في اقناع بيب جوارديولا بضمه.
في كأس العالم 2022، لم يدفع ليونيل سكالوني مدرب الأرجنتين بـ جوليان من البداية، وكان يعتمد على لاوتارو مارتينيز، ولكن بين ليلة وضحاها، شارك جوليان ألفاريز وظهر بمستوى أفضل من لاعب إنتر ميلان الذي تعرض لانتقادات من جماهير التانجو بسبب اهدار الفرص، خاصة في مباراة أستراليا.
جوليان ألفاريز في 6 مباريات ساهم في 5 أهداف، بتسجيل 4 وصناعة هدف، ليضع نفسه ضمن قائمة الهدافين لبطولة كأس العالم قطر 2022، ويعوّض ميسي عن خيبات عاشها ليو مع مهاجمين آخرين في البطولات السابقة.
صاحب الـ22 عامًا، لم يتأثر بدكة بدلاء مانشستر سيتي، وحتى تفضيل سكالوني لاوتارو مارتينيز عليه، ليثبت نفسه ويتمسك بالفرصة، ويصبح حديث العالم بعد ثنائيته أمام كرواتيا في نصف نهائي المونديال، وقيادة التانجو للنهائي أمام فرنسا.
فرينكي دي يونج
النجم الهولندي كان معروضًا للبيع وحاول برشلونة التخلص منه الصيف الماضي بسبب راتبه، ولم يشارك بصفة أساسية مع البلوجرانا تحت قيادة تشافي في العديد من المباريات، بعدما فشل مانشستر يونايتد في ضمه.
مع هولندا، وعندما لعب في المركز المفضل له والذي يحتله بوسكيتس في برشلونة، أبدع فرينكي دي يونج، وقاد الطواحين لـ ربع نهائي المونديال.
صنع هدف وسجل آخر في 5 مباريات دي يونج، وكان له الحرية في الحركة مع فان جال في وسط الملعب والتمريرات المتقنة التي كان يفتقدها فرينكي من بداية الموسم، بسبب الأدوار التي كان يحصل عليها في كامب نو.
خرجت هولندا من كأس العالم أمام الأرجنتين في مباراة درامية، ولكن دي يونج رغم حزنه على مغادرة منتخب بلاده، لكنه بالتأكيد سعيد بإعادة احياء مسيرته.
هاري ماجواير
تصدر هاري ماجواير الصور الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي آخر عامين، بعدما فشل في إثبات نفسه بسبب الأخطاء الكارثية التي ارتكبها بقميص مانشستر يونايتد منذ انضمامه قادمًا من ليستر سيتي بـ90 مليون جنية إسترليني، كأغلى مدافع في تاريخ كرة القدم.
راهن ساوثجيت على هاري ماجواير، رغم أن الإنجليزي فقد مكانه في مانشستر يونايتد لصالح ليساندرو مارتينيز ورافائيل فاران، ولم يكن من المدافعين المفضلين للمدرب إريك تين هاج.
رهان ساوثجيت كان في صالح هاري، الذي لعب كأس العالم بثقة كبيرة وبدون أخطاء، وقاد الأسود الثلاثة إلى ربع النهائي، بدفاعه عن مرمى بيكفورد مع جون ستونز، ومستواه الذي نال استحسان الجميع، حتى إريك تين هاج نفسه، الذي أثنى على أداء لاعبه في قطر.
بالتأكيد مستوى هاري ماجواير في مونديال قطر سيجعل تين هاج يعيد النظر في قائد مانشستر يونايتد، مع الدخول في المرحلة الأصعب من الموسم بداية من العام الجديد.
المصدر بطولات