رياضة محلية 14 المونديال القطري.. جرعة أمل لأطفال فلسطين
طفل فلسطيني
A+ A-
رام الله – محمـد الرنتيسي
لم تكن الإعاقة يوماً مصدراً لانسحاب أصحابها من الحياة، فغالباً ما قدمت نماذج من الإصرار على البقاء، بل والتميز في شتى مجالات الحياة، وإبداعات رسخت في ذاكرة البشر، وأثبتت أن هذه الفئة لديها الكثير لتقوله وتفعله.
اقرأ أيضاً
وتاريخياً، حقق أصحاب الهِمَم، منجزات مذهلة في الكثير من دول العالم، سواء على مستوى إبداعاتهم التي انتزعوها بمشاركة المؤمنين بقضاياهم، أو إعادة تصميم الأماكن بما يوحي الاعتراف بوجودهم، وبقبولهم على قدم المساواة، ففي الشوارع هناك مسارات خاصة بسياراتهم ذات المواصفات الخاصة، وفي تصاميم الأبنية هناك ما يُلزم بمراعاة احتياجاتهم.
في بطولة كأس العالم، الدائرة هذه الأيام في قطر، مشاهد نابضة باللفتات المعبرة، كتلك التي تم حشدها في حفل افتتاح المونديال، الذي انطلق من قلب خيمة عربية أصيلة، ولاقت من الثناء والاستحسان ما هو كثير، لكن اللفتة الأكثر إشادة وجذباً للمتابعين، تلك التي كان بطلها الطفل القطري غانم المفتاح، وهو طفل مصاب بحالة نادرة، تُعرف بمتلازمة التراجع الذيلي، وهو اضطراب نادر يتسبب بقصور في نمو الجزء السفلي من الجسم، لكنه أبهر العالم بأدائه الرفيع، عندما انخرط بحوار مُبهر مع الممثل الأمريكي الشهير، مورغان فريمان.
* عنوان التحدي والطموح
ووفقاً للناشط الفلسطيني في الدفاع عن قضايا الأطفال، رائد عبدالله، فإن غانم المفتاح، أصبح عنواناً للتحدي والطموح والعصامية، بالنسبة لأطفال فلسطين، الذين يعاني عدد كبير منهم من إعاقات جسدية ناتجة عن إصابتهم برصاص وقذائف الاحتلال، إذ بثّ فيهم الأمل بأرفع وأنصع تجلياته، عندما تحدث بشرح موسع، كيف أنه تغلب على إعاقته بالإصرار والعزيمة، وكيف كان لممارسة الرياضة بأنواعها، بما فيها الغوص في أعماق مياه الخليج، الأثر البالغ في صلابته وتقوية عضلاته، ما أعانه على عدم الاستسلام للإعاقة، أو البقاء أسيراً لها، بحيث يجتر أحزانه ويتحوصل في الغرف المعتمة، ويندب حظه العاثر.
* الاهتمام بذوي الإعاقة
يوالي عبدالله لـ”الشرق”: الدرس الكبير الذي قدمه غانم المفتاح في افتتاح المونديال القطري، ينبغي أن يُدرّس في كافة أرجاء المعمورة، وفي المقدمة منها فلسطين، بحسبان الإعاقة فيها آخذة في الارتفاع، بفعل احتلال سادٍ ومجرم، لا يتردد في استهداف أطراف الأطفال الفلسطينيين، الثائرين من أجل حريتهم.
ويرى نشطاء وحقوقيون فلسطينيون، أن قطر ومن خلال الزج بالطفل الغانم، في المحفل الكوني، سيدفع إلى مزيد من الاهتمام بقطاع الإعاقة في فلسطين، بما يفضي إلى إشراكهم في كافة الحقول والمجالات، كي يخدموا وطنهم، وإفساح المجال أمامهم، للإقلاع في الفضاءات العالمية، أكانت رياضية أم سواها.
الطفل حسان التميمي (16) عاماً، من قرية دير نظام غرب رام الله، أفقده جنود الاحتلال بصره، لدى اعتقاله قبل عامين، يرى أن قطر انتصرت لذوي الهِمم من خلال إشراكهم في أكبر تظاهرة رياضية على مستوى العالم، متمنياً أن ينعكس هذا على كل أطفال العالم، وعلى رأسهم أطفال فلسطين، لما يواجهونه من ممارسات وحشية بحقهم، على أيدي جنود الاحتلال.
أضاف لـ”الشرق” مستنجداً بذاكرة طفولية قبل أن ابيضت عيناه: “كنا نمارس الرياضة في المدرسة، ونقيم الاحتفالات في المناسبات الوطنية والدينية، وأتمنى أن نعود لممارسة حياتنا كالمعتاد”.
أخبار ذات صلة » الخبر من المصدر
الشرق القطرية