وأخيرا بعد 5 سنوات بدون لقاء صحفي واحد، كشف إيسكو نجم ريال مدريد السابق كواليس رحيله عن إشبيلية في يناير الماضي، وابتعاده عن كرة القدم منذ ذلك الوقت، واستعداداته للعودة، خلال حوار مع صحيفة ماركا الإسبانية.
FilGoal.com يصطحبكم للتعرف على أبرز ما جاء في الحوار على لسان النجم الإسباني البالغ من العمر 31 عاما.
سنوات الصمت
حاولت أن أبتعد عن الأعين، فأنا لا أشعر بالراحة مؤخرا أمام الصحفيين، ولا يعجبني ما آلت إليه الصحافة الرياضية جزئيا، حيث أصبح الخبر يلقى أولا دون تيقن من الحقائق.
نحن بشر في النهاية، وحين تنشر الكثير من الأشياء غير الحقيقية، فهذا يؤذيي الشخص وعائلته وأطفاله، ولهذا ابتعدت.
لم أرد أن أشتبك مع الشائعات، وأعتقد أني كنت مخطئا في ذلك. يجب أن يعرف الناس أولا بأول ماذا يحدث. الكثير من الأشياء قد حدثت، والكثير منها كان خطأي عكس البعض الآخر.
الاستعداد منفردا
أتدرب مع مدربي الشخصي من الإثنين إلى الجمعة، ولدي تدريبات منزلية أؤديها أيضا، وهكذا أجمع بين حياة التدريب وحياتي العائلية، ولكني أريد أن ألعب، أفتقد ذلك كثيرا.
أفتقد الكرة كثيرا، ولكن حين أخرج للتدرب أتعامل مع الناس وأحظى بوقت جيد. أنا أعيش تجربة مختلفة.
أنتظر مشروعا يملك الاستمرارية، وفريقا يريد لعب كرة القدم بأسلوب واضح. لقد فزت بكل شيء (مع ريال مدريد) والآن أريد أن أستمتع.
لن أمنح الأولوية أبدا للمال. لو كنت أفكر بهذه الطريقة ما ذهبت إلى إشبيلية. كان لدي عدة عروض قطرية وسعودية برواتب ضخمة، ولكني أريد اللعب والتنافس والاستمتاع.
ماذا حدث؟
بعد رحيلي عن ريال مدريد ذهبت إلى إشبيلية حيث كان المدرب خولين لوبيتيجي الذي اتصل بي وأخبرني برغبته في ضمي، وهو واحد من المدربين الذين قدمت معهم أفضل ما أملك.
أقيل لوبيتيجي ثم أتى خورخي سامباولي. كان ذلك جيدا في البداية، ولكن مع حلول الانتقالات الشتوية رأيت عدة أشياء غريبة في النادي.
استدعوا وكيلي ليبحث لي عن مخرج من الفريق بدون الحديث معي، وحين علم بذلك ذهبت لأواجه مونشي (المدير الرياضي) قائلا: “لقد وصلني الأمر ولا أعرف ماذا يحدث. إذا كنت لا تريدني كن صريحا معي وسنحل ذلك دون مشاكل”.
لا أعرف أي أزمة اقتصادية واجهها إشبيلية، ولكن بعد هذه المحادثة سار كل شيء في الطريق الخاطئ. لقد قال لي: “يجب أن تغادر إذا وجدت فريقا آخر”.
خرج مونشي عدة مرات ليزعم أني من أردت الرحيل، فقلت له: “أنت لست صريحا معي ولا مع الأشخاص الذين تخبرهم بالأشياء. أريد البقاء وأنت تقول إني أريد الرحيل”. من هنا بدأ الصراع
العنق
سأخبركم بشيء قوي للغاية، قلت له: “أنت أكبر كاذب قابلته في عالم كرة القدم”، فهاجمني وأمسكني من عنقي، ثم دفعته وفصل بيننا رجال الأمن. لقد حدث ذلك بعد التدريبات في الطريق إلى غرفة الملابس، ولم أكن أرغب في البقاء بعد ذلك تحت أي ظرف.
شعرت بالأسف لأني أملك علاقة جيدة مع اللاعبين والجماهير، ولكن لم أكن مرتاحا في ناد يهاجمني مديره الرياضي ولا أحد يتحدث أو يعتذر، لا عن الاعتداء أو عن الأكاذيب التي كان يروجها، ولذلك رحلت.
أعرف أن مونشي والنادي كانا يمران بلحظات حرجة، ولكن تعدي الحدود واستخدام العنف ليسا من ضمن الأشياء التي يمكنني السماح بها.
الصحف في إشبيلية قالت إني قفزت من القارب، وهذا لا علاقة له بعقليتي. قضيت سنوات طويلة في ريال مدريد ولم أستسلم أبدا، ودائما أقاتل لأجل مركزي. أحيانا أنجح وأحيانا أفشل، ولكن القفز من القارب؟ ليس أنا أبدا.
فشل صفقة يونيون برلين
سيبدو الأمر وكأني أختلق الأعذار. يمكن لومي بالطبع، فقد تركت نفسي أنجرف ولم أتمكن من استرداد العزم في التدريبات، ولكن ما حدث في برلين كان غريبا.
في الرابعة من عصر آخر أيام سوق الانتقالات أتاني الاتصال من وكيلي جورجي مينديش، وكان أمامنا عرض جيد للغاية.
الفريق كان يسير بشكل جيد في الدوري الألماني ويلعب في الدوري الأوروبي ومشروعه يبدو جيدا، ولذلك وافقت فأرسلوا العقد لأمرره بدوري إلى المحامي.
كل شيء كان يسير بالشكل الصحيح فحزمت حقائبي وسافرت منفردا، حيث كان من الصعب أن أصطحب عائلتي خلال تلك الساعات القليلة، وحين وصلت قابلني أحد مسؤولي النادي وكان كل شيء على ما يرام، التقطنا الصور وكان الكشف الطبي مقررا له اليوم التالي.
في الطريق لإجراء الكشف الطبي قالوا لي: “لا يمكننا تسجيلك في الدوري الأوروبي”، فرددت: “وتخبروني بذلك الآن”؟ فقالوا إنهم حاولوا ولكن لم يتمكنوا. اجتزت الكشف الطبي، وقبل أن أوقع قالوا لي مجددا: “هذا ليس المبلغ الصحيح للراتب، سيكون أقل مما أتى في الاتفاق المبدئي”.
بعد 10 دقائق أبلغوني أن راتب الموسم التالي أيضا سيحتاج للمراجعة، وهنا نهضت. سافرت متحمسا للعب مع فريق في الدوري الأوروبي، وخلال 15 دقيقة فقط غيروا نصف عقدي بالفعل بعد أن وافقنا عليه وراجعناه معا.
كان هذا تقليلا من احترامي، فأنا لست لاعبا يبلغ من العمر 18 عاما، وهذا ليس أول عقد أوقعه، فقلت إني لن أوقع وعدت إلى إسبانيا.
لم أصدق ما حدث، وكنت بحاجة لتصفية ذهني، ولم أكن مستعدا لخطوة أخرى من الناحية الذهنية، ولذلك لجأت للعلاج النفسي وكان ذلك مهما، والآن أنا على ما يرام ومستعد للعودة مع مشروع جديد.
المصدر في الجول
