ديديه ديشامب – المتعة في إفساد فرحة الآخرين
“أعرف أن الأرجنتين تحصل على دعم الكثيرين في العالم حتى بين الفرنسيين هناك من يريد رؤية ميسي يحمل الكأس”.
ربما بالغ ديديه ديشامب في حديثه وقت المؤتمر الصحفي لكأس العالم أو قد يكون محقا.
إفساد فرحة (رغبة) البعض هو واحدة من هوايا ديشامب، وبالطبع يرغب في ذلك غدا
الشعب الأرجنتيني، والغالبية من مشجعي برشلونة، وعشاق ليونيل ميسي، وحتى بعض الفرنسيين ينتظرون أن يودع البرغوث كأس العالم على القمة؟
حسنا، سأعمل على إفساد فرحتهم.
الغالبية ينتظرون زيدان ليدرب منتخب فرنسا؟
تم قبول التحدي، سأنهي عقدة حامل اللقب وأصل للنهائي الثاني على التوالي.
جماهير ريال مدريد تنتظر مشاركة بنزيمة في كأس العالم بعد غياب ثماني سنوات؟
لم أتسبب في إصابته بالطبع، ولكنني سأرفض الحديث عنه في أي لقاء بعد ذلك حتى لو تحدثوا عن اقتراب عودته لتدريبات ريال مدريد.
فلنعد إلى أرض الواقع قليلا، ديشامب يبحث عن النجاح بطريقته الخاصة وسواء اتفقت أو اختلفت معها فالنتائج واضحة.
لن أقف في صف ما يقدمه ديشامب فيما يخص كرة القدم إذا كان النظر لها من منظور المتعة.
ولكن هذا الرجل وصل مع فرنسا لنهائي كأس العالم مرتين وفاز بأحدهما ولعب نهائي اليورو.
أعلم ردك مسبقا فيما يخص النتائج، من يمكنه أن يمتلك هذا القوام من المواهب والخبرات دون أن يصل لهذه النتائج؟
لا يثير غضبي في كرة القدم أكثر من جملة “لو حدث هذا فالنتيجة ستكون بهذا الشكل” إلا من يتسبب في خسارة فريقي المفضل.
كرة ديشامب ليست المفضلة بالنسبة لي، لا أراها الأمتع ولا الأشمل ولا تعبر عن حجم المواهب التي لديهم.
ولكن، لا مكان للافتراض في كرة القدم، ديشامب ناجح حتى الآن مع منتخب فرنسا.
وسيدخل ديشامب غدا مباراة الأرجنتين لإضافة إنجاز جديد له ولكنه سيظل على طريقته الخاصة.
ماذا الذي كان سيحدث لو هاجم ديشامب بكل خطوطه في 2018 وقدم الكرة الأكثر إمتاعا في التاريخ؟ سيفوز بكأس العالم؟ هذا هو ما حدث بالفعل.
ديشامب دخل نسخة 2022 دون كانتي وبوجبا وكيمبيمبي ونكونكو ثم لوكاس هيرنانديز في أول 13 دقيقة من البطولة.
دون الحديث عن كريم بنزيمة ومايك ماينان على اعتبار قيمة جيرو لدى ديشامب وحجز لوريس لمكانه في حراسة المرمى.
الأغلبية انتظروا سقوط فرنسا مع غياب وسط الملعب الأساسي واللاعب الأفضل في العالم، ولكن هذا لم يحدث.
تشواميني عوّض غياب كانتي؟ رابيو يقدم موسما جيدا مع يوفنتوس؟ لن أختلف كثيرا ولكن ماذا عن جريزمان؟
اللاعب الأفضل في منتخب فرنسا، أفضل حتى من كيليان مبابي بعد فترات من تراجع المستوى مع أتليتكو مدريد. فلمن يرجع سبب هذا؟
إنه ديشامب نفسه الذي نجح في تعويض غياب ثنائي الوسط بأدوار مركبة لجريزمان أو “جريزمانكانتي” كما أطلق عليه بول بوجبا بعد مباراة المغرب في نصف النهائي.
قد لا تتفق مع طريقة ديشامب -وهذه هي كرة القدم- ووقتها ستراه دائما يحاول إفساد فرحتك/أمنياتك.
ديشامب ربما يُفسد طموحات محبي الكرة الجميلة والهجوم، وبحسب الصحافة الفرنسية اقترب من البقاء مع منتخب فرنسا وبالتالي إفساد آمال عشاق زيدان.
وقد يفسد أحلام جماهير الأرجنتين وبرشلونة الطامحة لرؤية ميسي يرفع الكأس.
ولكنه سعى ويسعى وسيحاول دائما الوصول لهدفه على طريقته الخاصة، قد لا يرضيك هذا دائما ولكنه لا يمنع أو يقلل مما يقدمه مع فرنسا.
ملاحظة: صاحب هذا التقرير يشجع منتخب فرنسا، ولا يفضل طريقة ديشامب، وأسطورته المفضلة زين الدين زيدان، ويتمنى أن يدرب الديوك غدا.
المصدر في الجول