رياضة محلية 58 فلسطينيون لـ “الشرق”: المونديال القطري عرّى الاحتلال وعزز مناعة العرب
تدعيم لقضية فلسطين
A+ A-
رام الله – محمد الرنتيسي
في قطر، تبرز هذه الأيام مشاهد كثيرة تجدد الأمل في نفوس الفلسطينيين، وتعزز الشعور في دواخلهم بأن موعد التحرر والانعتاق من الاحتلال الإسرائيلي آتٍ لا ريب فيه، مهما حاول المحتلون بأساليبهم الذئبية، ومن بينها محاولة مد جسور التطبيع مع الشعوب العربية.
مزايا كثيرة ستبقى راسخة في الأذهان، وفوائد جمّة أفرزها المونديال القطري، الذي لامس النجاح المبهر على كافة الأصعدة، ويقف على رأسها الدعم المطلق والمؤازرة الهائلة التي تحظى بها فلسطين وقضاياها العادلة من الشعوب العربية، التي ترفض، بكل ما أوتيت من إباء وشمم وأنفة، التعاطي مع الإعلاميين الاسرائيليين، الأمر الذي تأكد من خلال إحجام الجماهير عن التفاعل مع أيّ من ممثلي وسائل إعلام الاحتلال.
اقرأ أيضاً
من المشاهد النابضة بحب فلسطين، الحوار الصاخب الذي كان بطله مشجعا عربيا شهما وأصيلا وشجاعا، ودار مع مراسل قناة “كان” الفضائية الإسرائيلية، بعد أن سعى جاهداً لإجراء حوار معه، فجاءه الرد حاسماً، لمجرد أن كشف المراسل عن هويته الإسرائيلية: “لا شيء اسمه إسرائيل، هناك فلسطين فقط، ولن نعترف بمن يحتلونها بقوة السلاح الغاشم”.
مشهد آخر يقطر بالوفاء والانتماء لفلسطين، وكان بطله سائق تاكسي عربيا، عندما أوقف مركبته، مطالباً من ركابها النزول فوراً، لمجرد أن تأكد له أن من يقلّهم إسرائيليون، ما جعل الفلسطينيين يحتفون بمشاهد رفض الجمهور العربي المواكب للمونديال القطري، التعاطي مع كل ما يمت بِصلة للاحتلال الإسرائيلي.
يعلّق الصحفي الفلسطيني خالد شومان لـ”الشرق”: كل محاولات الإسرائيليين اختراق الجماهير العربية باءت بالفشل، وهذا أشعرنا بنشوة الانتصار، والفرح المشترك مع الأشقاء العرب، إذ عزز المونديال القطري مناعة الشعوب العربية ضد الاحتلال، وضاعف من تمسكها بالحقوق الوطنية الفلسطينية”.
لا أحد يريدهم:
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تناولت بضجر، مشاركة صحفيّيها وتجربتهم في تغطية فعاليات بطولة كأس العالم في قطر، موضحة أنهم باتوا هدفاً لازدراء ورفض الشعوب العربية، وحتى بعض المشجعين الأجانب، لافتة إلى أن الإعلاميين الإسرائيليين يواجهون الكراهية والرفض المطلق.
يقول الصحفي المختص بالشؤون الإسرائيلية محمـد التميمي لـ”الشرق”: “اعتقد الإسرائيليون أن الصراع مع العالم العربي هو بين الحكومات فقط، لكن ما جرى في قطر علّمهم أن رفض وجودهم راسخ في عقول وأذهان الشعوب العربية، فلا أحد يريدهم أو يقبل بهم”.
وحسب الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، فإن الإعلام العبري الذي يتحرك بتوجيهات مرسومة من المستوى السياسي والأمني في دولة الاحتلال، اعتقد واهماً أنه سيخترق المجتمع العربي، وأنه سيحمل رسائل مودة وقبول للمحتلين، لكن ما سجلته تقاريرهم كانت صادمة، إذ واجهوا الرفض لوجودهم بطريقة حضارية، بحيث رُفعت الأعلام الفلسطينية على أعينهم، وتعالت الهتافات المؤيدة لفلسطين وقضيتها.
ويرى مراقبون ومواكبون للمونديال القطري، أن نظرية صنع السلام مع الفلسطينيين، من البوابة العربية، أفشلتها الشعوب العربية على الأرض القطرية.
أخبار ذات صلة » الخبر من المصدر
الشرق القطرية