مشجعون يوثقون تجربتهم الاستثنائية لـ الشرق: الأطباق الشعبية والكرك تنال إعجاب جماهير المونديال

رياضة محلية 14 مشجعون يوثقون تجربتهم الاستثنائية لـ الشرق: الأطباق الشعبية والكرك تنال إعجاب جماهير المونديال

سوق واقف

A+ A-

هديل صابر

إنَّ من المشاهد التي يصعب تجاوزها في سوق واقف، اكتظاظ الجماهير غير العربية على المطاعم والمقاهي الشعبية، فأي زائر لهذا السوق الذي يتوسط قلب الدوحة، قد يتوقف للحظات عند هذا المشهد، الغريب بعض الشيء أنَّه في بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، لم يعد هناك أمر مستغرب، فهي بطولة المفاجآت والمفارقات، إذ بات الأوروبي متقناً لارتداء الزي التقليدي القطري، كما بات متذوقاً للأطعمة الشعبية القطرية، ومدمناً على شاي الكرك والقهوة العربية.

اقرأ أيضاً العنابي بشعار رد الاعتبار ومسك الختام سانشيز جهّز العنابي للمهمة المونديالية الأخيرة فيليكس سانشيز قبل مواجهة هولندا: طموحنا الظهور بصورة مشرّفة

وللطافة المشهد وغرابته إلى حد ما، سعت “الشرق” لتجميده واختزاله من خلال الأسطر القليلة القادمة، مع عدد من زوار سوق واقف وجماهير المونديال من غير العرب، الذين أعربوا عن إعجابهم بمذاق عدد من الأطباق التقليدية لاسيما “المجبوس”، مشيرين إلى أنهم أيضاً تذوقوا شاي الكرك والقهوة العربية المشروبين الأكثر شهرة في قطر والخليج، مؤكدين أنَّ الهدف من زيارتهم إلى دولة قطر ليس فقط مؤازرة منتخبات بلادهم لكرة القدم بل لخوض تجربة فريدة من نوعها في دولة عربية خليجية، لا تتقاطع مع دولهم في اللغة أو التراث، ليحتفظوا بذاكرتهم.. ذكرى بحجم استثنائية الحدث.

الانفتاح على الآخر

كانت البداية مع عدد من الأصدقاء من الإكوادور الذين حرص الرجال منهم على ارتداء الزي القطري التقليدي، وكانوا قد بدؤوا بتذوق بعض الأطعمة التقليدية القطرية، كالمجبوس والنخي والبلاليط وغيرها، مؤكدين أنَّ زيارتهم لدولة قطر خلال بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 ليس الهدف منها فقط دعم ومؤازرة منتخب بلادهم، بل الهدف هو الانفتاح على الآخر، والتعرف على ثقافة دولة قطر من حيث العادات والتقاليد، واللغة وأيضاً والأطعمة التي يمتاز بها المطبخ القطري، حتى تكون التجربة متكاملة، فلا يعلم أحد منا متى نزور دولة قطر ثانية، أو نتعرف على ثقافة هذه الدولة المضيافة، لاسيما أنَّ كل ما فيها يدعو إلى البهجة، والشغف لاختلافها تماماً عن ثقافة بلادهم.

وأشاروا خلال حديثهم إلى أنَّهم استساغوا مذاق المجبوس إلى جانب الحمص المسلوق أو المعروف محلياً بـ”النخي”، لافتين إلى أنَّه لأول مرة يتذوقون شيئاً كهذا الطبق الذي يمتاز بنكهة خاصة لم يعهدوها من قبل، كما أنهم تذوقوا شاي الكرك، والقهوة العربية.

تجربة متكاملة

مايكل.. مشجع من الإكوادور التقته “الشرق” أيضاً وهو جالس يهم على تناول طعامه من أحد المطاعم الشعبية الكائن على الضفة اليسرى باتجاه مكتب الشرطة، لكنه اكتفى بطبقين من المجبوس والحمص ، إلا أنه أبدى إعجابه بالمجبوس – عبارة عن أرز يُقدم مع الدجاج أو اللحم أو السمك مع بهارات خاصة، قائلاً ” حقيقة لم أتذوق أرزاً بهذه النكهة”، لافتاً إلى أنه قد جرب مرات عدة عددا من الأطباق الشعبية إلا أنه أكثر ما استساغ لسانه المجبوس القطري، مشيرا إلى أنَّ الزيارة إلى دولة قطر قد لا تتكرر، لذا من المهم أن تكون التجربة كاملة.

وأضاف مايكل:” إنني خططت للقدوم إلى دولة قطر منذ أشهر عديدة حتى أساند منتخب بلادي، الذي أتمنى أن يصل إلى النهائيات، كما أنَّ من الأسباب التي دفعتني للقدوم إلى هذه النسخة الاستثنائية من بطولة كأس العالم قطر 2022 هو انعقادها في دولة شرق أوسطية بعيدة كل البعد عن بلادي، فكان الشغف يزداد يوما بعد يوم لمشاهدة هذا البلد، والتعرف على شعبه وعاداته وتقاليده، فوجدت حقيقة أنَّ دولة قطر متقدمة ومتطورة جداً، فضلا عن أنها استطاعت أن تكون على حجم المنافسة في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم بسبب البنى التحتية، فضلا عن حسن التنظيم، والاهتمام بأدق التفاصيل”

الحلم أصبح حقيقة

وإلى الخلف من المنضدة الخاصة بـ مايكل، كان هناك أيضا عدد من الأصدقاء من كرواتيا هذه الدولة وصيف بطل العالم لكرة القدم لعام 2018، والتي حققت فوزا على كندا أمس الأول، وكانوا يرتدون الزي التقليدي القطري، الذين رحبوا بنا للحديث إليهم، معربين عن سعادتهم للقدوم إلى دولة قطر لمتابعة هذه النسخة من بطولة كأس العالم، لافتين إلى أنَّ دولة قطر استطاعات بحق أن تنجح في التنظيم، معربين عن دهشتهم من تصميم الملاعب التي تشهد مباريات بطولة كأس العالم، مبدين إعجابهم بتصاميمها الفريدة التي كل منها يحكي قصة عن التراث القطري، وبعد حديثهم هذا، وسؤالهم عن الأطعمة القطرية التقليدية، أكدوا أنَّهم قاموا لأول مرة بتجربة الطعام القطري التقليدي، بناء على ملاحظاتهم اليومية بأنَّ عددا من غير العرب ومن أصدقائهم قد قاموا على مدار أيام المونديال بتذوق الطعام القطري التقليدي، ومن هذا المنطلق رغبوا في تجربة عدد من الأطباق الشعبية في أحد المطاعم الشعبية في سوق واقف، إذ عبروا عن إعجابهم بالمجبوس إلى جانب المرقوقة والنخي، لافتين إلى أنَّ هذه من التجارب الفريدة لديهم، إذ لم يتوقعوا يوماً أن يأتوا إلى دولة عربية خليجية، ويرتدوا زيها التقليدي ويأكلوا من أطباقها التقليدية فهذا الحلم الذي بات حقيقة.

 » الخبر من المصدر
الشرق القطرية