رياضة محلية 0 مقاهي فلسطين.. ملتقى المونديال و”راحة البال”
مقهى بفلسطين
A+ A-
رام الله – محمـد الرنتيسي
فيما يستمر المونديال القطري ناشراً سحره في أرجاء العالم، يبحث الفلسطينيون في المقاهي والميادين العامة والمتنزّهات، عن راحة البال، ومحو إرهاق السياسة والأوضاع الأمنية، متسلّحين بأهمية وضرورة بثّ الحياة في كافة القطاعات، لأن توقفها، يعني تعطيل الحياة ذاتها.
ومنح مونديال كأس العالم في قطر، بارقة أمل للفلسطينيين، إذ دفع بالسواد الأعظم منهم لممارسة حياتهم الطبيعية، ومن بينها ارتياد المقاهي والمتنزّهات العامة، رغم استمرار جرائم الاحتلال وما يرافقها من عمليات قتل واعتقال وهدم للمنازل، فتجد العائلات الفلسطينية ضالتها في متابعة المونديال، وما يرافقه من التسمّر أمام الشاشة الفضية، لمتابعة آخر المستجدات حوله.
اقرأ أيضاً نبض المونديال بائعون بسوق واقف لـ الشرق: مستلزمات المونديال تقترب من النفاد صلابة الأسود تصطدم بأقوى هجوم
في هذه الأماكن تتوفر الجلسات الصاخبة، لتشجيع المنتخبات المتنافسة، بعيداً عن الهموم وضغوط الحياة اليومية، فتجد العائلات ما خرجت لأجله، بينما يلهو الأطفال، يسرحون ويمرحون بعيداً عن رتابة الحياة اليومية، والتي لا تكاد تخلو من شهيد أو أسير أو جريح.
هنا أحاديث جانبية، تتناول عناوين مختلفة، لكنها لا تخضع لأي ضوابط، ولا تتعمّق في بحث قضايا الساعة، فهي أحاديث تلقائية وعفوية، تعود إلى أصالة وطبيعة ثرثرة المقاهي، التي جعلت من مرتاديها الدائمين، أشخاصاً يتمتّعون بصفات تفتقد إليها الغالبية العظمى من البشر!.
يقول أحمد الحسن (48) عاماً: “روّاد المقاهي، لا يعرفون الانفعال لدى تعاطيهم مع أي قضية يجري طرحها، سواء تناولت الأوضاع السياسية، أو الأمنية والاقتصادية، أو شتى نواحي الحياة الاجتماعية، لكنهم يتفاعلون بقوة مع أي هدف لفريقهم المفضل، ويهتفون لهذا الفريق أو ذاك، مبيناً أن المقاهي والمتنزّهات تشكل موضع اهتمام لكل الشرائح والأنماط، وتحظى باهتمامات مختلفة، خصوصاً عند الرياضيين الذين يجدون فيها متسعاً للتنفس، وإشباع رغباتهم.
يوالي لـ “الشرق”: الكثير من الكُتّاب والشعراء كانوا روّاداً للمقاهي، وهناك من يُفضّل الحديث في الوضع الراهن، لكن الغالبية العظمى هذه الأيام، تتناول المونديال القطري، وكل ما يتفرع عنه، فتطغى أحاديث نجاح قطر في التصدي لأكبر تظاهرة رياضية في العالم، والنتائج المبهرة للمنتخب العربي المغربي، ومظاهر دعم القضية الفلسطينية، على أزمة الرواتب، وغلاء الأسعار، واعتداءات قوات الاحتلال.. الكل يبحث عن لحظة للفرح، والخروج من عباءة الهموم”.
نارة يا معلّم.. يطلب مراد الشيخ (38) عاماً، جمرة للأرجيلة خاصته، والتي كادت جمرتها تتحول إلى رماد، وباتت بالكاد تنفث الدخان، مبيناً أنه يأتي بشكل يومي إلى المقهى، بهدف الاستمتاع بمباريات كأس العالم، منوهاً إلى أنه سيشعر بفقدان هذه الليالي والأمسيات الرياضية الجميلة، بعد أن تُسدل الستائر على المونديال القطري.
يوضح الشيخ لـ “الشرق”: تابعت العديد من بطولات كأس العالم، لكن هذه النسخة سيذكرها التاريخ كأفضل بطولة على الإطلاق، قطر رفعت رؤوس العرب، وأعادتهم إلى واجهة الحضارة والتاريخ، فباتت قبلة للأمم، وحديث العالم”.
وتظل المقاهي في فلسطين، كغيرها من أماكن العمل والتلاقي، مواقع تنعكس عليها متغيرات الحياة، وتبدّل الأحوال، ويبقى السواد الأعظم من مرتاديها، يبحث عن متعة المونديال و”راحة البال” والهروب من ضغط الحياة اليومية، المُثقلة بالهموم.
اقرأ المزيد » الخبر من المصدر
الشرق القطرية