رياضة محلية 26 زياش ينجح في رحلة رد الاعتبار
حكيم زياش نجم منتخب المغرب
A+ A-
حسين عرقاب
المتابع لمباريات المنتخب المغربي المقبل اليوم على لعب المباراة الترتيبية لكأس العالم قطر 2022 على ملعب خليفة الدولي أمام منتخب كرواتيا، يدرك جيدا أن الانجاز الذي حققه المنتخب المغربي خلال النسخة الثانية والعشرين من المونديال ببلوغ الدور النصف النهائي لأول مرة في تاريخ العرب وأبناء القارة السمراء ليس وليدا للصدفة، بل هو نتاج لمجموعة من العوامل التي أدت بأسود الأطلس إلى تفجير مثل هذه المفاجأة والإطاحة بالعديد من المنتخبات الكبرى في صورة بلجيكا، إسبانيا و البرتغال، و أولها قد يكون المستوى المبهر الذي أظهرته العديد من الأسماء المغربية في العرس العالمي العربي الأول من نوعه، وعلى رأسهم العقل المدبر لأسود الأطلس حكيم زياش، الذي أكد خلال هذه الدورة علو كعبه في مداعبة الكرة و تقديم الهدايا للمهاجمين من أجل الوصول إلى شباك الخصوم.
اقرأ أيضاً
إلا أن المثير للانتباه في قصة زياش مع المغرب في مونديال الدوحة ليست موهبته الكروية التي أجزم الجميع على جودتها قبل سنوات من الآن، بل السر الذي يقف وراء تغير وجهه تماما في هذه البطولة، وهو الذي كثيرا ما ارتبط اسمه بالمشاكل في معسكرات أسود الأطلس، ما دفعه إلى اتخاذ قرار الاعتزال الدولي مبكرا، ومن ثم التراجع عنه بعد تولي مواطنه وليد الركراكي مهمة العارضة الفنية للمنتخب المغربي، عقب إقالة المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش، الذي شكك في العديد من المرات في رغبة نجم تشيلسي في اللعب لمنتخب بلاده، وهو ما أجهضه ابن 29 عاما خلال هذا المونديال، الذي أبان فيه عن حبه الكبير لبلده ورغبته في رفع علمه عاليا، فهل سيختم زياش بمركز عالمي ثالث أم أن للكرة و أقدارها رأي آخر.
طفولة صعبة
بقدر الإجماع على القيمة الكبيرة لحكيم زياش كلاعب كرة، قد لا يختلف اثنان أيضا على مزاجية ابن 29 عاما الذي أكد العديد من المدربين صعوبة التعامل معه، و آخرهم المسؤول السابق للعارضة الفنية في نادي تشيلسي الألماني توخيل، وذلك بالنظر إلى عقليته المختلفة التي تتطلب منا البحث في نشأة هذا اللاعب، الذي كبر يتيما في هولندا بعد وفاة والده وهو في عمر العشر سنوات، ما أدخله في أزمة نفسية كبيرة أثرت سلبيا على مستواه الدراسي، و كادت أن تحوله لشخض آخر لولا الكرة التي أنقذته و أعادته إلى الطريق السليم.
الاعتزال الدولي
وأول ما يجب أن نبدأ به حديثنا عن الموهبة المغربية حكيم زياش هو قرار الاعتزال الدولي الذي أخذه حوالي السنة من الآن، على أعقاب خروج منتخب بلاده من الدور الربع النهائي لكأس أفريقيا بالكاميرون 2021، و الذي خرج بعده زياش بتصريحات أكد فيها اغلاقه ملف أسود الأطلس نهائيا، ما دام المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب المغربي، وذلك بالنظر إلى الأقاويل النارية التي أطلقها المسؤول السابق عن العارضة الفنية للجزائر، و التي شكك فيها في سلوكات نجم تشيلسي و انضباطه مع المنتخب. بل ووصل الأمر بالبوسني إلى التشكيك في رغبة زياش في الالتحاق بمنتخب بلاده و الاستماتة من أجل رفع رايته عاليا، بشكل أثار حفيظة خريج مدرسة أياكس أمسترادم بصورة كبيرة، وهو الذي سبق له رفض الالتحاق بطواحين هولندا من أجل عيون وطنه الأم المغرب، مفضلا الابتعاد عن دائرة أسود الأطلس على الأقل إلى غاية رحيل وحيد خاليلوزيتش عنه، ومن ثم التفكير في إمكانية الالتحاق بكتيبة الأسود مجددا.
» الخبر من المصدر
الشرق القطرية